للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يأتيه ملك من عند رب العزة فلا يصل إليه حتى يستأذن له حاجب فيقوم بين يديه فيقول: يا ولي الله، ربك يقرأ عليك السلام. وذلك قوله تعالى: وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ من عند الرب- تعالى-، فإذا فرغوا من الطعام والشراب. قالوا:

الحمد لله رب العالمين، وذلك قوله- عز وجل-: وَآخِرُ دَعْواهُمْ يعني قولهم حين فرغوا من الطعام والشراب أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ- ١٠- وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ وذلك حين قال النضر بن الحارث: «١» فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ «٢» فيصيبنا، فأنزل الله- عز وجل-: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ إذا أرادوه فأصابوه يقول الله: ولو استجيب لهم في الشر «كما يحبون أن «٣» » يستجاب لهم فى الخير لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ في الدنيا بالهلاك إذا.

«فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا» «٤» فنذرهم لا يخرجون أبدا فذلك قوله: فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ- ١١- يعني في ضلالتهم يترددون لا يخرجون منها إلا أن يخرجهم الله- عز وجل-، وأيضا ولو يعجل الله للناس: يقول ابن آدم يدعو لنفسه بالخير ويحب أن يعجل الله ذلك، ويدعو على نفسه بالشر، يقول: اللهم إن كنت صادقا فافعل كذا وكذا. فلو يعجل الله ذلك لقضي «٥» إليهم أجلهم: يعني العذاب «فَنَذَرُ» يعني فنترك الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا يعنى


(١) فى أ: الحرث.
(٢) سورة الأنفال: ٣٢.
(٣) فى أ: كما أن، ل: كما يحبون أن. [.....]
(٤) ساقط من أ، ل. ومكتوب بدل منها «فنذرهم» على أنها قرآن وليست الآية فنذرهم بل:
فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا.
(٥) فى ل: لنعى.

<<  <  ج: ص:  >  >>