للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا يعني لا يحسبون «١» لقاءنا يعني البعث ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا ليس فيه قتال أَوْ بَدِّلْهُ فأنزل الله- عز وجل- قُلْ يا محمد: مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ- ١٥- وذلك أن الوليد بن المغيرة وأصحابه أربعين رجلا أحدقوا بالنبي- صلى الله عليه وسلم- ليلة حتى أصبح فقالوا: يا محمد، اعبد اللات والعزى ولا ترغب عن دين آبائك فإن كنت فقيرا جمعنا لك من أموالنا، وإن كنت خشيت أن تلومك العرب، فقل: إن الله أمرني بذلك، فأنزل الله- عز وجل-: «قُلْ» يا محمد أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ ... إلى قوله: ... بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ يعنى فوحد وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ «٢» على الرسالة والنبوة، وأنزل الله- عز وجل- وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ يعنى محمد فزعم أني أمرته بعبادة اللات والعزى لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ يعنى بالحق ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ «٣» وهو الحبل المعلق به القلب، وأنزل الله- تعالى- قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ «٤» ثم قال لكفار مكة: قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ يعني ما قرأت هذا القرآن عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ يقول ولا أشعركم بهذا القرآن فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً طويلا أربعين سنة مِنْ قَبْلِهِ من قبل هذا القرآن فهل سمعتموني أقرأ شيئا عليكم أَفَلا يعنى فهلا تَعْقِلُونَ- ١٦- أنه ليس منقول مني ولكنه وحي من الله إلي فَمَنْ أَظْلَمُ


(١) أى لا يحسبون لقاءنا واقعا. أى لا يؤمنون بالبعث.
(٢) سورة الزمر: ٦٤، ٦٥، ٦٦.
(٣) سورة الحاقة: ٤٤، ٤٥، ٤٦.
(٤) سورة الأنعام: ١٥، سورة الزمر: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>