للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمم الخالية فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ- ٣٩- يعني المكذبين بالبعث وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ يعني لا يصدق بمحمد- صلى الله عليه وسلم- ودينه ثم أخبر الله أنه قد علم من يؤمن به ومن لا يؤمن به من قبل أن يخلقهم، فذلك قوله: وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ- ٤٠- وَإِنْ كَذَّبُوكَ بالقرآن وقالوا: إنه من تلقاء نفسك فَقُلْ للمستهزئين من قريش عبد الله بن أبي أمية وأصحابه لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ يقول دين الله أنا عليه، ولكم دينكم الذي أنتم عليه أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ- ٤١- يقول أنتم بريئون من ديني، وأنا بريء من دينكم يعني من كفركم مثلها في هود قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، مِنْ دُونِهِ «١» .

وَمِنْهُمْ يعني مشركي قريش مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ يعني يستمعون قولك أَفَأَنْتَ يا محمد تُسْمِعُ الصُّمَّ يقول كما لا يسمع الصم لا يسمع المواعظ من قد سبقت له الشقاوة في علم الله- تعالى- وَلَوْ يعني إذ كانُوا لا يَعْقِلُونَ- ٤٢- الإيمان وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ يا محمد أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ يعنى إذ كانُوا لا يُبْصِرُونَ- ٤٣- الهدى إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ- ٤٤- يقول نصيبهم ينقصون بأعمالهم إذا حرموا أنفسهم ثواب المؤمنين وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ من قبورهم إلى القيامة كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يعنى يوما


(١) سورة هود الآية ٥٤، ٥٥ وتمامها:
إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ، قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>