للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ

ثم خوف كفار مكة، فقال- سبحانه-: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ يا محمد مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ في نزول العذاب بكفار مكة في الدنيا إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ يعني منيع في مكة ذُو انتِقامٍ- ٤٧- من أهل معصيته يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ يقول تبدل صورة الأرض التي عليها بنو آدم بأرض بيضاء نقية [١٩٦ أ] لم يسفك عليها دم ولم يعمل عليها معصية وهي أرض الصراط وعمق الصراط خمسمائة عام وَتبدل السَّماواتُ فلا تكون «١» شيئا وَبَرَزُوا لِلَّهِ يقول وخرجوا من قبورهم، ولا يستترون من الله بشيء في أرض مستوية مثل الأدم ممدودة ليس عليها جبل، ولا بناء، ولا نبت ولا شيء الْواحِدِ لا شريك له الْقَهَّارِ- ٤٨- يعني القاهر لخلقه وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يعني كفار مكة يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ- ٤٩- يعني موثقين في السلاسل والأغلال صفدت أيديهم إلى أعناقهم في الحديد سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ يعني قمصهم من نحاس ذائب «٢» وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ- ٥٠- لأنهم يتقون النار بوجوههم لِيَجْزِيَ «٣» أى ليجزيهم اللَّهُ فيها تقديم يقول وبرزوا من قبورهم لكي يجزي الله كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ يقول كل نفس بر وفاجر ما كسبت يعني ما عملت من خير أو شر إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ- ٥١- يقول كأنه قد جاء الحساب يخوفهم فإذا أخذ الله- عز وجل- فى حسابهم فرغ من حساب


(١) فى أ: فلا تكن، ل: فلا تكون.
(٢) هكذا فى: أ: ل، وفى حاشية أ: الظاهر والله أعلم أن قوله من نحاس ذائب إنما هو على قراءة من قرأ «قطر» أى من نحاس آن، ظهر للكاتب.
(٣) فى أ، ل: «ليجزيهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>