للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وَإِذا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» يعني حديث الأولين وكذبهم يقول الله- تعالى- قالوا ذلك: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ يعني يحملوا خطيئتهم كاملة يوم القيامة وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يعني من خطايا الذين يُضِلُّونَهُمْ يعني يستنزلونهم بِغَيْرِ عِلْمٍ يعلمونه فيها تقديم قال- عز وجل- أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ- ٢٥- يعني ألا بئس ما يحملون يعني يعملون، ثم قال النبي- صلى الله عليه وسلم- قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ يعني قد فعل الذين مِنْ قَبْلِهِمْ يعني قبل «١» كفار مكة: يعني نمروذ بن كنعان الجبار الذي ملك الأرض، وبنى الصرح ببابل، ليتناول فيما زعم إله السماء- تبارك وتعالى. وهو الذي حاج إبراهيم في ربه- عز وجل- وهو أول من ملك الأرض كلها. وملك الأرض «٢» كلها ثلاثة نفر، نمروذ بن كنعان، وذو القرنين واسمه الإسكندر قيصر ثم تبع بن أبى شراحيل الحميري «٣» ، فلما بنى نمروذ الصرح طوله في السماء فرسخين فأتاه جبريل- عليه السلام- في صورة شيخ كبير «فقال: ما تريد» «٤» أن تصنع؟

قال: أريد أن أصعد إلى السماء، فأغلب أهلها، كما غلبت أهل الأرض. فقال له جبريل- عليه السلام-: إن بينك وبين السماء مسيرة خمسمائة عام، والتي تليها مثل ذلك، وغلظها مثل ذلك، وهي سبع سموات، ثم كل سماء كذلك. فأبى إلا أن يبني، فصاح جبريل- عليه السلام-: صيحة فطار رأس الصرح فوقع في البحر ووقع البقية عليهم، فذلك قوله- عز وجل: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ


(١) قبل: من ل، وهي ساقطة من أ.
(٢) الأرض: من ل. وهي ساقطة من أ.
(٣) فى ل زيادة: وسليمان بن داود، ويلاحظ أنه ذكر أن ثلاثة ملكوا الأرض ثم ذكر أربعة فى ل.
(٤) هكذا فى أ، ل، والأنسب: «فقال له: ما تريد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>