للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ يعني يصدوك عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ «١» وذلك

أن ثقيفا أتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: نحن إخوانك، وأصهارك، وجيرانك ونحن خير أهل نجد لك سلما، وأضره عليك حربا فإن نسلم تسلم نجد كلها وإن نحاربك يحاربك من وراءنا، فأعطنا الذي نريد. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: وما تريدون؟ قالوا: نسلم على ألا نجش «٢» ولا نعش «٣» ولا نحنى. يقولون: على ألا نصلي، ولا نكسر أصنامنا «٤» بأيدينا، وكل ربا لنا على الناس فهو لنا، وكل ربا للناس فهو عنا موضوع ومن وجدناه في وادي وج يقطع شجرها انتزعنا عنه ثيابه، وضربنا ظهره وبطنه، وحرمته كحرمة مكة وصيد، وطيره وشجره، وتستعمل على بني مالك رجلا وعلى الأحلاف «٥» رجلا وأن تمتعنا باللات، والعزى سنة ولا نكسرها بأيدينا من غير أن نعبدها ليعرف الناس كرامتنا عليك وفضلنا عليهم. فقال لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:

أما قولكم لا تجشي ولا نعشي والربا فلكم [٢١٨ ب] ، وأما قولكم لا نحنى فإنه لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود. قالوا: نفعل ذلك وإن كان علينا فيه دناءة. وأما قولكم لا نكسر أصنامنا بأيدينا فإنا سنأمر من يكسرها غيركم.

ثم سكت النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالوا تمتعنا باللات سنة فأعرض عنهم وجعل يكره أن يقول لا فيأبون الإسلام. فقالت ثقيف للنبي- صلى الله عليه


(١) سورة المائدة الآية ٤٩، وقد وردت هكذا: «واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أوحينا إليك» .
(٢) فى ل: على ألا نحمس، ا: نجش.
(٣) فى ل: ولا نعشر، ا: نعش.
(٤) فى أ: أصناما، ل: أصنامنا.
(٥) فى أ: الأحلاف، ل: الأخلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>