للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذلك قوله- سبحانه: إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ يقول سبحانه: إذا لأذقناك ضعف «١» العذاب في الدنيا في حياتك، وفي مماتك بعد «٢» ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً- ٧٥- يعنى مانعا يمنعك منا وَإِنْ يعنى وقد كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ يعنى ليستزلونك مِنَ الْأَرْضِ يعني أرض المدينة نزلت في حيي بن أخطب واليهود وذلك أنهم كرهوا قدوم النبي- صلى الله عليه وسلم- المدينة وحسدوه وقالوا: يا محمد إنك لتعلم أن هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء إنما أرض الأنبياء والرسل أرض المحشر أرض الشام ومتى رأيت الله بعث «٣» الأنبياء في أرض تهامة فإن كنت نبيا فأخرج إليها فإنما يمنعك منها مخافة أن يغلبك الروم، فإن كنت نبيا فسيمنعك الله كما منع الأنبياء قبلك فخرج النبي- صلى الله عليه وسلم- متوجها إلى الشام فعسكر على رأس ثلاثة أميال بذي الحليفة لتنضم «٤» إليه أصحابه فأتاه جبريل [٢١٩ ا]- عليه السّلام- بهذه الآية وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا- ٧٦- يقول- سبحانه- لو فعلوا ذلك لم ينظروا من بعدك إلا يسيرا حتى يعذبوا في الدنيا فرجع النبي- صلى الله عليه وسلم- سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا يقول الله- سبحانه- كذلك سنة الله- عز وجل- في أهل المعاصي يعني الأمم الخالية إن كذبوا رسلهم أن يعذبوا وَلا «٥» تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا- ٧٧- إن قوله حق في أمر العذاب يقول السنة واحدة فيما مضى


(١) ضعف: ساقطة أ، وهي من ل.
(٢) هكذا فى: ا، ل، والمراد وفى مماتك بعد حياتك.
(٣) من ل، وفى أ: ومتى رأيت بعث الله- عز وجل-.
(٤) فى ل: لينام، ا: لتعلم.
(٥) فى حاشية أ: فى الأصل: ولن، وفى ل: ولن.

<<  <  ج: ص:  >  >>