للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا نماء، وإنا له كارهون، وقد خفنا أن يفسد علينا ديننا، ويلبس علينا أمرنا، وهو حقير فقير يتيم يدعو إلى، الرحمن ولا نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب، وقد علمتم أنه لم يأمر قط إلا بالفساد والقتال، ويأتيه بذلك زعم جبريل- عليه السلام- وهو عدولكم، فأخبرونا هل تجدونه في كتابكم؟ قالوا: نجد نعته كما تقولون؟ قالوا: إن في قومه من هو أشرف منه، وأكبر سنا فلا نصدقه.

قالوا: نجد قومه أشد الناس عليه وهذا زمانه الذي يخرج فيه. قالوا: إنما يعلمه الكذاب مسيلمة، فحدثونا بأشياء نسأله «عنها» «١» لا يعلمها مسيلمة ولا يعلمها إلا نبي. قالوا: «سلوه» «٢» عن ثلاث خصال، فإن أصابهن فهو نبي، وإلا فهو كذاب، سلوه عن أصحاب الكهف، فقصوا عليهم أمرهم، وسلوه «٣» من عن ذي القرنين، فإنه كان ملكا وكان أمره كذا وكذا، وسلوه عن الروح فإن أخبركم عنه بقليل أو كثير فهو كذاب فقصوا عليهم، فرجعوا بذلك وأعجبهم.

فأتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال أبو جهل: يا بن عبد المطلب: إنا سائلوك عن ثلاث خصال، فإن علمتهن فأنت صادق وإلا فأنت كاذب فذر ذكر آلهتنا. فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا هن «٤» سلوني عما شئتم، قالوا نسألك عن أصحاب الكهف فقد أخبرنا عنهم، ونسألك عن ذي القرنين فقد أخبرنا عنه بالعجب، ونسألك عن الروح فقد ذكر لنا من أمره عجب، فإن علمتهن فأنت معذور، وإن جهلتهن فأنت مغرور مسحور. فقال لهم النبي- صلى الله عليه وسلم


(١) عنها: من ل، وليست فى ا.
(٢) سلوه: من ل، وليست فى ا.
(٣) فى ا: وسألوا: وفى ل: وسلوه.
(٤) فى أ: ما هو، ل: ما هن.

<<  <  ج: ص:  >  >>