للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السرادق، ثم قال- سبحانه: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يقول أسود غليظ كدردي الزيت يَشْوِي الْوُجُوهَ وذلك أنه إذا دنا من فيه اشتوى وجهه من شدة حر الشراب، ثم قال- سبحانه: بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً- ٢٩- يقول وبئس المنزل، ثم ذكر مصير المؤمنين فقال- سبحانه [٢٢٥ ب] : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا- ٣٠- يقول لا نضيع أجر من أحسن العمل ولكنا نجزيه بإحسانه أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يقول تجري الأنهار من تحت البساتين يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وأساور من لؤلؤ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ يعني الديباج بلغة فارس مُتَّكِئِينَ فِيها في الجنة عَلَى الْأَرائِكِ يعني الحجال مضروبة على السرر نِعْمَ الثَّوابُ الجنة يثني عليها عمل الأبرار «١» وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً- ٣١- فيها تقديم يقول إنا لا نضيع عمل الأبرار لا تضيع جزاء من أحسن عملا.

وَاضْرِبْ لَهُمْ يعني وصف لهم يعني لأهل مكة مَثَلًا يعني شبها رَجُلَيْنِ أحدهما مؤمن واسمه يمليخا، والآخر كافر واسمه فرطس، وهما أخوان من بني إسرائيل مات أبوهما، فورث كل واحد منهما عن أبيه أربعة آلاف دينار، فعمد المؤمن فأنفق ماله على الفقراء، واليتامى، والمساكين.

وعمد الكافر فاتخذ المنازل، والحيوان، والبساتين، فذلك قوله سبحانه:

جَعَلْنا لِأَحَدِهِما يعني الكافر جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً- ٣٢- كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها يعنى أعطت ثمراتها


(١) هكذا فى: ا، ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>