الكاشحون الأعداء سموا بذلك لأنهم يخبأون العداوة في كشوحهم، والحنادر نواظر العيون واحدها حندورة وحندرة، أي رأوه كأنه على أبصارهم من بغضه. وقال زهير:
تلجلج مضغةَ فيها أنيض ... أصلّت فهي تحت الكشحِ دأءُ
بسأتٍ بنيئها وجوِيتْ ... عنها وعندي لو أردت لها دواء
ورواه الأصمعي " غصِصت بنيئها وبشمت منها، وعندك " يقول أخذت هذا المال فأنت لا تأخذه ولا ترده كما يلجلج الرجل المضغة فلا يبتلعها ولا يلقيها، والأنيض اللحم الذي لم ينضج والأناضة والنهوءة خلاف النضج وإذا لم ينضج فهو أثقل لأنه لا يستمر فيريد أن تريد أن تسيغ شيئاَ لم يدخل حلقك أي تظلم ولا تترك والظلم، أصلّت أنتنت فهي مثل هذا الذي أخذت فإن حبسته فقد انطويت على داء، يقال: صلّ اللحم وأصلّ وفيه صلول وإصلا ل.
وأنشد الأصمعي للحطيئة:
ذاك فتى يبذل ذا قِدره ... لا يفسد اللحم لديه صلول
غصصت بنيئها يقول المال الذي أخذته كمضغة نيئة غصصت بها وبشمت منها، وعندك لها دواء لو شئت في رد المال إلى أهله. آخر:
فلا توعدونا بالجيادِ فإننا ... لكم مضغةٌ قد لجلجتْ فأمرّتْ