للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيتُ بني العَلّاتِ لما تضافروا ... يحوزونَ سهمي دونهم في الشمائل

بنو العلات الذين ليسوا لأم واحدة، تضافروا تعاونوا، يحوزون يجعلون وهذا مثل يقول ينزلونني بالمنزلة الخسيسة كقولك في ضده: فلان عندي باليمين أي بالمنزلة العليا.

وقال الأعشى:

أرى رجلاً منهم أسيفاَ كأنما ... يضّم إلى كشحيةِ كفاً مخضباَ

أسيف غضبان، كأن هذا الرجل قطعت يده فغضب لذلك وعادة بكل إنسان إذا أرسل يده ولم يستعملها أن يقفها على كشحه: وأما قوله: كفا - واحدا وهما كشحان فذلك لضمه يديه جميعا وإن كانت المقطوعة واحدة ولم يَخف اللبس لقرب المعنى من الفهم وإحاطة العلم بأن كفا واحدة لا تضم إلى الكشحين، ومثل هذا كثير في الكلام، مخضب بالدم. آخر:

وفينا وإن قيل أصطلحْنا تضاغُن ... كما طرّ أو بار الجراب على النَشْرِ

النشر الكلأ إذا جف ثم أصابه مطر واخفرّ وهو داَء كله إذا أكلته الماشية، يقول: نحن وإن ظهر الصلح ففي قلوبنا غير ذاك كما أن هذه الجراب أكلت النشر فطّرت أوبارها وحسن ظاهرها وفيه من الداء ما فيها. ومثله قول زفر بن الحارث:

وقد ينبت المرعى على دِمَنِ الثري ... وتبقى حَزازات النفوس كما هيا

المرعى إذا نبت على الدمن فهو أخبث المرعى. أي فكما أن ظاهر

<<  <  ج: ص:  >  >>