وسيأتي تحرير هذا المبحث إن شاء اللَّه في سورة القارعة.
وتحرير المعنى على هذا القول: أنت يا محمد منذر، وأنا هادي كل قوم سبقت لهم السعادة والهدى في علمي؛ لدلالة آيات كثيرة على أنه تعالى هدى قومًا وأضلَّ آخرين، على وفق ما سبق به العلم الأزلي، كقوله تعالى:{إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}[النحل/ ٣٧].
الثالث: أن معنى {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (٧)} أي: قائد. والقائد: الإِمام، والإمام: العمل. قاله أبو العالية، كما نقله عنه ابن كثير.
وعلى هذا القول، فالمعنى: ولكل قومٍ عملٌ يهديهم إلى ما هم صائرون إليه من خير وشرٍّ.
ويدلُّ لمعنى هذا الوجه قوله تعالى:{هُنَالِكَ تَتلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}[يونس/ ٣٠]، على قراءة من قرأها بتاءين مثنَّاتين، بمعنى: تتبع كلُّ نفس ما أسلفت من خير وشرٍّ. وأما على القول بأن معنى {تتلوا}: تقرأ في كتاب عملها ما قدَّمت من خير وشر، فلا دليل في الآية.
ويدلُّ له أيضًا حديث:"لِتتبعْ كلُّ أمَّة ما كانت تعبد؛ فيتبع من كان يعبدُ الشمسَ: الشمسَ، ويتبع مَنْ كان يعبد القمرَ: القمرَ، ويتبع مَنْ كان يعبد الطواغيتَ: الطواغيتَ. . . " الحديث.
الرابع -وبه قال مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد-: أنَّ المراد