للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تمنى كتاب اللَّه أول ليله ... وآخره لاقى حمام المقادر

وقول الآخر:

تمنى كتاب اللَّه في الليل خاليًا ... تمني داود الزبورَ على رِسْلِ

فمعنى "تمنى" في البيتين: تلا وقرأ.

وعلى هذا أكثر المفسرين.

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أنه قال: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} إذا حدَّث ألقى الشيطان في حديثه.

وعلى هذا فمعنى الآية الكريمة: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} إلا وحاله أنه إذا قرأ شيئا من الآيات ألقى الشيطان في أمنيته -أي قراءته- الشبه والوساوس والتخيلات؛ ليصد الناس عنها، أو ألقى الشيطان في القراءة ما ليس منها مما يرضى به الكفار، ثم يبطل اللَّه إلقاء الشيطان، ويتبت آياته، محكمات بينات.

وعلى القول بأن "تمنى" معناه أراد وأحب، فالمعنى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} إلا أنه إذا أحب شيئًا واشتهاه، وحدث به نفسه مما لم يؤمر به ألقى الشيطان في أمنيته، أي مراده ومشتهاه، وما من نبي إلا تمنى أن يؤمن قومه، ولا تمنى نبي ذلك إلا ألقى الشيطان في أمنيته.

والمراد بالنسخ في قوله: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} النسخ اللغوي الذي هو الإزالة والإبطال، لا النسخ الشرعي الذي هو رفع

<<  <   >  >>