وحذفك نون الرفع دون مسوغ ... رأى معشر النحاة هجر اعتماده
وأما القصيدة التي رددت أنا بها هذه الدعوى التي لا تليق فهي هذه:
أرى الربع من أسمائه وسعاده ... وسُعداه قفرًا غير باقي رماده
وغير أثاف بينهن خصاصةً ... رواكدَ غطاها الصّلى بسواده
تبدل من بيض الترائب خذلًا ... كوانس في طلح النقى وقتاده
مطافيل أدمًا آويات لربرب ... مربٍّ على أولاده بمراده
تراها عليها عاطفات وتارة ... ترود فيدعوها الكلا برواده
فتتركها فوضى وتمرد يومها ... على قرد غير المرد بين وهاده
فلما دهاها الليل أسود حالكًا ... وأعشى عيون الوحش برح اسوداده
تذكرن غزلًا نالهن تركنها ... سدى كلها لم ينتبه من رقاده
فنادت نزيباها ديات صوارها ... يبارين عدو الطرف بين جياده
وغادرن في حيزوم كل تنوفةٍ ... خدوشًا كآثار الفؤوس الكواده
فأخطأنها ذهلًا ولسن ذواهلًا ... إلى أن تلافى الفحل ظهر وراده
فأنشأ يعدو وأتسَيْنَ بعدوه ... فجشمها سيرًا بوعثِ نجاده
فما راعاها إلا توجس رزها ... فنادينها ميئًا نداء النواده
فلله ربع قد عفت كل قاصف ... من الريح مغنى هنده وسعاده