وصف بها نفسه جل وعلا، ووصف بها الحوادث فقال في وصف نفسه جل وعلا بالعلو والعظمة: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)} [البقرة/ ٢٥٥]، وقال في وصف نفسه بالعلو والكِبَر:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[النساء/ ١٣٤] {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (٩)} [الرعد: ٩]، وقال في وصف نفسه بالملك:{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ}[الجمعة/ ١]. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ}[الحشر/ ٢٣]، وقال في وصف الحادث بالعظمة: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (١٥)} [النور/ ١٥] {إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (٤٠)} [الإسراء/ ٤٠]، {فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣)} [الشعراء/ ٦٣]، وقال في وصف الحادث بالعلو: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)} [مريم: ٥٧]، {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (٥٠)} [مريم/ ٥٠] وقال في وصف الحادث بالكبر: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١)} [هود/ ١١]، {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}[الأنفال/ ٧٣]، {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}[الإسراء/ ٣١]، {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ}[البقرة/ ٢١٩]، وقال في وصف الحادث بالملك:{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}[يوسف/ ٤٣]{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ}[يوسف/ ٥٤]، وقال:{وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[النمل/ ٣٤] لأنه تصديقِ من اللَّه لقول بلقيس: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}[النمل/ ٣٤].
فكل هذه الصفات يقرون بثبوتها للَّه حقيقة، وبثبوتها للحادث حقيقةً أيضًا، إلا أن ما وصف اللَّه به منها مخالفٌ لما وصف به الحادث كمخالفة ذاته جل وعلا لغيرها من ذوات الخلق، ومن المعلوم أن تباين