للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجبل شيئا ما رآه قط قبل ذلك. انتهى كلام الإمام أحمد، الذي نقلناه من كتاب الرد على الجهمية.

وروى الخلال عن حنبل، قال: قال أبو عبد الله - يعني أحمد -: نؤمن أن الله على العرش بلا كيف، بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده حاد; وصفات الله له ومنه، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية.

وقال حنبل أيضا: سألت أبا عبد الله، عن الأحاديث التي تروى: " إن الله سبحانه ينْزل إلى السماء الدنيا "١ و " إن الله يُرى في الآخرة " و " إن الله يضع قدمه " وأشباه هذه الأحاديث; فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق، ولا نرد منها شيئا، ونعلم: أن ما جاء به الرسول حق، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه، بلا حد ولا غاية {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى آية: ١١] .

وقال حنبل في موضع آخر، عن أحمد: ليس كمثله شيء في ذاته، كما وصف نفسه; قد أجمل الله الصفة لنفسه، فحد لنفسه صفة، ليس يشبه شيئا; وصفاته غير محدودة، ولا معلومة، إلا بما وصف به نفسه، قال: فهو سَمِيعٌ بَصِيرٌ بلا حد، ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث،


١ البخاري: الجمعة (١١٤٥) والدعوات (٦٣٢١) , ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٥٨) , وأبو داود: الصلاة (١٣١٥) , وأحمد (٢/٢٥٨ ,٢/٤١٩) , ومالك: النداء للصلاة (٤٩٦) , والدارمي: الصلاة (١٤٧٨ ,١٤٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>