سئل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، رحمهم الله، عن قوله تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ}[سورة يونس آية: ١٨] ، وقال السائل: والرب تبارك وتعالى لا يخفى عليه شيء، وقد قال:{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ}[سورة العنكبوت آية: ٤٢] .
فأجاب: كلا الآيتين الكريمتين على عمومهما وإطلاقهما يصدق بعضها بعضا؛ فأما آية يونس ففيها الإخبار بنفي ما ادعاه المشركون، وزعموه من وجود شفيع يشفع بدون إذنه تبارك وتعالى، وأن هذا لا يعلم الله وجوده لا في السماوات ولا في الأرض، بل مجرد زعم وافتراء، وما لا يعلم وجوده مستحيل الوجود منفي غاية النفي; فالآية رد على المشركين الذين تعلقوا على الشركاء والأنداد، بقصد الشفاعة عند الله والتقرب إليه.
وأما آية العنكبوت ففيها إثبات علمه سبحانه لكل مدعو ومعبود من أي شيء كان، ولا يخفى عليه خافية; ولا يعزب عنه مثقال ذرة. ففي الأولى نفي العلم بوجود ما لا وجود له بحال، والآية الثانية فيها إثبات العلم بوجود ما عبدوه ودعوه مع الله، من الآلهة التي لا تضر ولا تنفع.