إذا عرف المؤمن أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفرهم، يعرفون الله، ويخافونه، ويرجونه، وإنما دعوا هؤلاء للقرب والشفاعة، وصار هذا كفرا بالله، مع معرفتهم بما ذكرنا، فيعلم إن كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم أن الواجب عليه التبري من هذا، وإخلاص الدين لله، والكفر به وبمن عمله، والإنكار على من فعله، والبغض والعداوة له، ومجاهدته حتى يصير الدين كله لله، كما قال:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية [سورة الممتحنة آية: ٤] .
وفي الحديث:" أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله " وفي الحديث: " المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل " ١. ولا تصدق في أحد إلا بما سمعت، أو نقله من لا يكذب، وانصحه إذا بلغك عنه شيء، قبل أن تنكر عليه، خصوصا ممن تعرف منه حبا للدين، موافقا عليه، مجاهدا فيه. والله الهادي، والحمد لله رب العالمين.
(رسالة موجزة في أصول الدين طلبها الأمير عبد العزيز من الشيخ ابن عبد الوهاب ليرسلها إلى النواحي)
وطلب الأمير: عبد العزيز بن محمد بن سعود، من الشيخ رحمه الله، أن يكتب رسالة موجزة في أصول الدين؛ فكتب هذه، وأرسلها عبد العزيز إلى جميع النواحي، وأمر الناس أن يتعلموها.
١ الترمذي: الزهد (٢٣٧٨) , وأبو داود: الأدب (٤٨٣٣) , وأحمد (٢/٣٠٣ ,٢/٣٣٤) .