القلب على الله تعالى فيها؛ فإذا صليت بلا قلب، فهي كالجسد الذي لا روح فيه. ويدل لهذا قوله تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[سورة الماعون آية: ٤-٥] ، ففسر السهو بالسهو عن وقتها أي: إضاعته، والسهو عما يجب فيها، والسهو عن حضور القلب؛ ويدل على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق: يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان، قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً " ١، فوصفه بإضاعة الوقت بقوله:"يرقب الشمس "، وبإضاعة الأركان بذكره النقر، وبإضاعة حضور القلب بقوله:" لا يذكر الله فيها إلا قليلاً ".
سئل الشيخ عبد الله بن محمد: عن رفع اليدين؟
فأجاب: أما رفع اليدين في الصلاة عند التكبير، فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه في ثلاثة مواضع في الصلاة: عند تكبيرة الإحرام يرفع يديه، حتى يكونا حذو منكبيه، وإذا أراد أن يركع رفعهما كذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك، فإذا فرغ من رفع اليدين وضع يمينه على شماله، على مفصل الكف، تحت السرة، كما في سنن أبي داود عن علي قال:"من السنة وضع الكف على الكف في الصلاة، تحت السرة ".
وأجاب بعضهم، رحمه الله: رفع اليدين في الصلاة،
١ مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٦٢٢) , والترمذي: الصلاة (١٦٠) , والنسائي: المواقيت (٥١١) , وأبو داود: الصلاة (٤١٣) , وأحمد (٣/١٨٥) , ومالك: النداء للصلاة (٥١٢) .