أنه يفهم القرآن فهم قلب. وإن كان رجلا متوسطا، ذكر له بعض هذا. وإن كان مثل غالب الناس ضعيف الفهم، فيصرح له بحق الله على العبيد، مثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ، ويصف له حقوق الخلق، مثل حق المسلم على المسلم، وحق الأرحام، وحق الوالدين، وأعظم من ذلك حق النبي صلى الله عليه وسلم وأفرضه شهادتك له أنه رسول الله، وأنه خاتم النبيين، وتعلم أنك لو ترفع واحدا من الصحابة في منْزلة النبوة، صرت كافرا، فإذا فهم هذا فقل: حق الله عليك أعظم وأعظم. فإذا سأل عن حق الله فاذكر له أنك تعبده، ولا تصير مثل البدوي. وأيضا تخلص له العبادة، لا تكون مثل من يدعوه، ويدعو غيره، أو يذبح له ولغيره، أو يتوكل عليه وعلى غيره.
وكل العبادات كذلك، وتعرفه أن من أخل بهذا حرمت عليه الجنة، ومأواه النار. ولو قدّرنا أنه ما يشرك، فإذا عرف التوحيد، ولا عمل به، ولا أحب وأبغض فيه، ما دخل الجنة، ولو ما أشرك، لأن فائدة ترك الشرك، تصحيح التوحيد. ومن أعظم ما تنبهه عليه التضرع عند الله، والنصيحة، وإحضار القلب في دعاء الفاتحة إذا صلى، والله أعلم.