للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم " ١.

وأخرج سعيد بن منصور في سننه: عن سهل بن سهيل قال: "رآني الحسن بن الحسين بن علي، رضي الله عنهم عند القبر، فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى، فقال: هلم إلى العشاء، فقلت: لا أريده، فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سلم إذا دخلت المسجد، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا قبري عيداً، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر "، " لعن الله إليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ٢، " وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم " ٣؛ ما أنت ومن بالأندلس إلا سواء. فهذا علي بن الحسين أفضل التابعين من أهل البيت، والحسن بن الحسين سيد أهل البيت في زمانه، لم يفهما من نهي النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " لا تتخذوا قبري عيداً " ٤ إلا نهي أمته عن اعتياد المجيء إلى قبره وملازمته، لأن الصلاة عليه تبلغه صلى الله عليه وسلم من المصلي، وإن كان بعيداً عن قبره.

ولما في ذلك النهي من سد الذريعة عن العكوف عند القبر وتعظيمه بما لم يشرع ; والعكوف: عبادة شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم في المساجد، تقرباً بها إلى الله، فلا يجوز أن يفعل ما هو مشروع في المساجد عند القبر، فإن الملازمة والعكوف عندها ذريعة قريبة إلى عبادتها، فتعظيمها بما لم


١ مسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٨٠) , والترمذي: فضائل القرآن (٢٨٧٧) , وأبو داود: المناسك (٢٠٤٢) , وأحمد (٢/٣٦٧) .
٢ البخاري: المغازي (٤٤٤١) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٣١) , والنسائي: المساجد (٧٠٣) , وأحمد (١/٢١٨, ٦/٣٤, ٦/٨٠, ٦/١٢١, ٦/١٤٦, ٦/٢٥٢, ٦/٢٥٥, ٦/٢٧٤) , والدارمي: الصلاة (١٤٠٣) .
٣ أبو داود: المناسك (٢٠٤٢) , وأحمد (٢/٢٨٤, ٢/٣٣٧, ٢/٣٦٧, ٢/٣٧٨, ٢/٣٨٨) .
٤ مسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٨٠) , والترمذي: فضائل القرآن (٢٨٧٧) , وأبو داود: المناسك (٢٠٤٢) , وأحمد (٢/٣٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>