ونأمر جميع رعايانا: باتباع كتاب الله، وسنة رسوله، وإقام الصلاة في أوقاتها، والمحافظة عليها، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، من استطاع إليه سبيلا، ونأمر بجميع ما أمر الله به ورسوله من العدل، وإنصاف الضعيف من القوي، ووفاء المكاييل والموازين، وإقامة حدود الله على الشريف والوضيع.
وننهى عن جميع ما نهى عنه الله ورسوله، من البدع والمنكرات، مثل الزنى، والسرقة، وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وظلم الناس بعضهم بعضا، ونقاتل لقبول فرائض الله التي أجمعت عليها الأمة، فمن فعل ما فرض الله عليه فهو أخونا المسلم، وإن لم يعرفنا ونعرفه.
ونحن نعلم أنه يأتيكم أعداء لنا، يكذبون علينا عندكم، ويرموننا عندكم بالعظائم، حتى يقولوا: إنهم يسبون النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفرون الناس بالعموم، وإنا نقول: إن الناس من نحو ستمائة سنة ليسوا على شيء، وإنهم كفار، وإن من لم يهاجر إلينا فهو كافر، وأضعاف أضعاف ذلك من الزور، الذي يعلم العاقل أنه من الظلم، والعدوان، والبهتان.
ولكن لنا في رسول الله أسوة، فإن أعداءه قالوا: إنه يشتم عيسى وأمه، وسموه بالصابئي، والساحر، والمجنون.