للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفرق بين ما يفعل بعض الأحيان فيجوز، وما يجعل عادة وسنة فلا يجوز، وهذا ظاهر عند أهل العلم.

وأجاب الشيخ عبد الرحمن بن حسن: تقبيل يد السادة المنسوبين لأهل البيت، لم يكن الصحابة، رضي الله عنهم، يعتادونه، لا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مع أهل بيته؛ ولا شك أنهم أعظم الناس محبة له وتوقيراً، وإنما كانوا يعتادون السلام والمصافحة، اتباعاً لما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره وفعله، فقال: " أفشوا السلام بينكم " ١، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: "الرجل يلقى أخاه، أينحني له؟ قال: لا، قيل: أيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قيل: أيصافحه؟ قال: نعم " ٢.

وأما ما ورد: أنه " لما قدم عليه أصحابه من غزوة مؤتة قبلوا يده، قالوا: نحن الفرارون، قال: بل أنتم العكارون " ٣، وأما ما ورد في معنى هذا، فإنما وقع نادراً، وقد جوزه بعض الأئمة، كالإمام أحمد، رحمه الله، إذا وقع كذلك لا على وجه التعظيم للدنيا. واشترط الأئمة في ذلك: أن لا يمد إليه يده يقبلها، ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله; وذهب بعضهم: إلى كراهة تقبيل اليد مطلقاً، كالإمام مالك، رحمه الله.

وقال سليمان بن حرب: هي السجدة الصغرى، هذا إذا لم يفض إلى التعظيم والخضوع وتغيير السنة، أما إذا اقترن


١ مسلم: الإيمان (٥٤) , والترمذي: الاستئذان والآداب (٢٦٨٨) , وأبو داود: الأدب (٥١٩٣) , وابن ماجة: المقدمة (٦٨) والأدب (٣٦٩٢) , وأحمد (٢/٣٩١, ٢/٤٤٢, ٢/٤٧٧, ٢/٤٩٥, ٢/٥١٢) .
٢ الترمذي: الاستئذان والآداب (٢٧٢٨) , وابن ماجة: الأدب (٣٧٠٢) .
٣ الترمذي: الجهاد (١٧١٦) , وأبو داود: الجهاد (٢٦٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>