البدع المحدثة في العبادات. فما تقرب به العبد إلى الله وكان مشروعاً، فهو من العبادة المطلوبة المحبوبة لله، وما لم يكن كذلك، وكان الناس يعتادونه، فإن جر إلى مفسدة كان ذلك محرماً، والوسيلة إلى المحرم حرام، كما أن الوسيلة إلى الطاعة طاعة وقربة; والظاهر: أن هذه العادة التي يعتادها الناس تجر إلى مصلحة، فربما يلتقي المتهاجران فيسلم بعضهم على بعض، وربما انقطعت المهاجرة بينهما، أو زال بعض الشر وخف؛ وتقليل الشر محبوب مطلوب مندوب إليه، كما قيل: بعض الشر أهون من بعض.
وأما المعانقة فهي: أن يلتزم الرجل الرجل، ويضمه إليه; وقد كنت أظن أن المعانقة كما يفعله الناس، من وضع عنق الرجل على عنق صاحبه، لكني لم أجد ذلك في شيء من كتب اللغة، ولا من كلام الشراح، فالله أعلم؛ وإن وجدتم ذلك، فأفيدونا به.
وأما سعي الناس يوم العيد إلى أهل البيوت، للسلام والدخول عليهم وتخصيصهم يوم العيد بذلك، مع أنه يحصل بدخول بعض الجهال إثم، ومخالفة للسنة، من النظر إلى زينة صاحبة الدار، والتطلع على العورات، فالجواب عن هذه المسألة، هو الجواب عن التي قبلها، إلا ما كان من النظر إلى زينة صاحبة الدار، والتطلع على العورات، فهذا لا يجوز، لأن دخول الجهال على النساء غير ذوات المحارم لا