للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكُمْ} الآية [سورة البقرة آية: ٢١٦] . وقال تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} الآية [سورة النساء آية: ٨٤] ، وقال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ} الآية [سورة الحج آية: ٤٠] .

والإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس، هو التجارة المنجية من شرور الدنيا والآخرة، الموجبة لخير الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة الصف آية: ١٠] إلى قوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الصف آية: ١٣] ، فبشركم ربكم، فاقبلوا هذه البشارة، وامتثلوا أمره، وجاهدوا أهل الفساد، وارغبوا في ثواب الجهاد في سبيل الله؛ وفي الحديث: " غدوة في سبيل الله أو روحة، خير من الدنيا وما فيها " ١، ولا تفرطوا في الغدوات والروحات، فتضيع عليكم، وفي الحديث: "الجهاد باب من أبواب الخير، ينجي الله به من الهم والغم " ٢، وخير المال ما أنفق فيه، وخير الأيام أيام المجاهدين.

إن المجاهد في حسنات، تكتب له في يقظته ونومه، وفي سيره ومقامه؛ فارغبوا في هذا الخير الذي رغبكم فيه ربكم، وابذلوا فيه المال والنفس. وأفضل المجاهدين من جاهد بنفسه وماله، وما عذر ربنا عن الجهاد إلا الأعمى والأعرج والمريض، كذلك الذين لا يجدون ما ينفقون،


١ البخاري: الجهاد والسير (٢٧٩٢) , ومسلم: الإمارة (١٨٨٠) , والترمذي: فضائل الجهاد (١٦٥١) , وابن ماجة: الجهاد (٢٧٥٧) , وأحمد (٣/١٣٢) .
٢ أحمد (٥/٣١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>