للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم، وتعرف حال الكلام من بعيد، فهذا صفة الأمر.

فإن كان أنتم المخالفون المتغيرون، فالحق عليكم، فإن كان جرى مني شيء تنقده، فأحب أن تنبهني عليه، لا تترك شيئاً في خاطرك من قبلي، وإن كنتم متجرفين على التغير، وجاءتكم الفتنة، وودكم ببرد الأرض، فهذا شيء آخر.

وأما قولك: إن الأمور ليست على الذي أعهد، وتشيرون علي بترك الكلام، فلا أدري إيش مرادكم، مرادك أني متكلم في أحد لا ينبغي الكلام فيه، ممن لا يظهر إلا الإيمان، ولو ظنينا فيه النفاق، فهذا الكلام مقبول؛ وإن كان بلغك عني شيء، فنبهني جزاك الله خيراً.

وإن كان مرادك أني أسكت عمن أظهر الكفر والنفاق، وسل سيف البغي على دين الله وكتابه ورسوله، مثل ولد ابن سحيم، ومن أظهر العداوة لله ورسوله، من أهل العيينة أو الدرعية أو غيرهم، فهذا لا ينبغي منك ولا يطاع أحد في معصية الله. فإن وافقتمونا على الجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمة الله، فلكم الحظ الأوفر، وإلا لن تضروا الله شيئاً. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطائفة المنصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [سورة الرعد آية: ٤٢] .

وقد ذم الله الذي لا يثبت على دينه إلا عندما يهواه،

<<  <  ج: ص:  >  >>