للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضاً: والحديث المروي: " يأتي على الناس زمان، يذوب فيه قلب المؤمن " الحديث; فهذه الأزمنة، والله، كذلك، ولكن لضعف الإيمان، ما نحس بذلك على حقيقته. وقد اشتدت، والله، غربة الإسلام، وأي غربة أعظم من غربة من وفقه الله لمعرفة التوحيد، الذي اتفقت عليه جميع الرسل، الذي هو حق الله على عباده، مع جهل أكثر الناس اليوم، وإنكارهم له، والأمر كما قال الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [سورة يونس آية: ٥٨] .

نسأل الله لنا ولكم الوفاة على التوحيد، الذي هو إخلاص العبادة لله وحده؛ وقول الحسن، رحمه الله، فما أحسن ذلك وأحلاه! وتوجعه وتأوهه، مما رأى في زمانه المثنى على أهله. ولا يأتي زمان إلا وما بعده شر منه، كما قال الصادق المصدوق؛ ولكن لغلبة الجهل، وقلة العلم، وإلف العادة، ضعف استنكار المنكر وعدم، فالله المستعان.

مسألة: من سن في الإسلام سنة حسنة

وقال أيضاً، رحمه الله تعالى: مسألة: " من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها " ١ الحديث.

الجواب: أما حديث: " من سن في الإسلام سنة حسنة " ٢، الحديث صحيح، لكن ليس فيه حجة لأهل البدع.


١ مسلم: الزكاة (١٠١٧) , والنسائي: الزكاة (٢٥٥٤) , وابن ماجة: المقدمة (٢٠٣) , وأحمد (٤/٣٥٧, ٤/٣٥٨) , والدارمي: المقدمة (٥١٤) .
٢ مسلم: الزكاة (١٠١٧) , والنسائي: الزكاة (٢٥٥٤) , وابن ماجة: المقدمة (٢٠٣) , وأحمد (٤/٣٥٧, ٤/٣٥٨) , والدارمي: المقدمة (٥١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>