قال مجاهد في قوله تعالى:{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}[سورة المائدة آية: ٥٢] ، قال: المنافقون في مصانعة اليهود، ومداخلتهم واسترضاعهم أولادهم إياهم، وقال علي رضي الله عنه في قوله تعالى:{أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[سورة المائدة آية: ٥٤] ، قال: "أهل رقة على أهل دينهم"، {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}[سورة المائدة آية: ٥٤] ، قال: "أهل غلظة على من خالفهم في دينهم"; وكذا نقل معناه عن غير واحد من السلف.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[سورة التوبة آية: ٧٣] . فقد أمر الله بجهاد الكفار والمنافقين مع دعواهم الإسلام، وأمر بالإغلاظ عليهم قولاً وفعلاً. وقال ابن عباس، رضي الله عنهما، في الآية:{جَاهِدِ الْكُفَّارَ} : "بالسيف"، {وَالْمُنَافِقِينَ} : "باللسان"، {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}[سورة التوبة آية: ٧٣] قال: "أذهب الرفق عنهم".