للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ١،ثم رجع يقرر ما قلنا بكلام البغوي: كان ناس يذبحون لغير الله، فنَزلت فيهم الآية; فياسبحان الله! ما من عقول تفهم أن هذا الرجل من البقر التي لا تميز بين التين والعنب! والحمد لله رب العالمين.

[التحذير من شياطين الإنس الذين يصدون عن سبيل الله]

وله أيضا قدس الله سره:

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب، إلى من يصل إليه هذا الكتاب، من المسلمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} ٢،وذلك أن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ليبين للناس الحق من الباطل، فبين صلى الله عليه وسلم للناس جميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم، بيانا تاما، وما مات صلى الله عليه وسلم حتى ترك الناس على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها.

فإذا عرفت ذلك، فهؤلاء الشياطين، من مردة الإنس، الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له، إذا رأوا من يعلم الناس ما أمرهم به محمدا، من شهادة أن لا إله إلا الله، وما نهاهم عنه، مثل الاعتقاد في المخلوقين


١ سورة الكوثر آية: ٢.
٢ سورة الشورى آية: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>