وأنت تعلم ما في زمانك أن أكثر ما بهم الكفر والشرك، ودعاء غير الله عند الشدائد، فهل بعد هذا البيان بيان؟!
وأما كلام أهل العلم: فقد ذكر في "الإقناع" في باب حكم المرتد، إجماع المذاهب كلهم، على أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، أنه كافر مرتد، حلال المال والدم; وذكر فيه أن الرافضي إذا شتم الصحابة، فقد توقف الإمام في تكفيره، فإن ادعى أن عليا يدعى في الشدائد والرخاء، فلا شك في كفره؛ هذا معنى كلامه في "الإقناع".
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما اعتقد فيه النفع والضر أناس في زمانه، حرقهم بالنار، مع عبادتهم؛ فكذلك الذين يدعون شمسان وأمثاله وأجناسه، لا شك في كفرهم. واعلم: أن هذه المسألة، مسألة عظيمة جدا، وهي التي خلق الله الجن والإنس لأجلها، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فأنت؛ اعرض هذا الكلام على كل من يدعي العلم، وأنا أعيذك بالله وجميع المسلمين، من التكبر والعناد، الذي يرد صاحبه الحق بعدما تبين؛ واعلم أن أكثر القرآن في هذه المسألة، وتقريرها وضرب الأمثال لها، والله أعلم.