للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسة أركان " ١‘ وحديث "أمرت أن أقاتل الناس"‘ وحديث أسامة، وحديث: " من صلى صلاتنا "،وحديث أنه إذا أغار كمن عند القرية، فإن سمع أذانا وإلا أثار الغارة عليها.

ولكن الأمر كما قال عمر رضي الله عنه: (إنها لا تنقض عرى الإسلام عروة عروة، حتى ينشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية) ، فذلك أنه إذا لم يعرف الشرك، وما عابه القرآن، وما ذمه، وقع فيه وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية، أو فوقه، أو دونه، أو آثر منه، فتنقض بذلك عرى الإسلام، ويعود المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والبدعة سنة، والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بمتابعة الرسول، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فإن كان سؤالك مسترشدا، فاسأل عن قول الله في إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} ٢. قال شيخ الإسلام: وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد التوحيد لله، وعادى المشركين في الله، وتقرب بمقتهم إلى الله; فتأمل أن الإسلام لا يصح إلا بمعاداة أهل الشرك، وإن لم يعادهم فهو منهم، ولو لم يفعله.

وأسأل عن معنى قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ} ٣ إلى قوله: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ} ٤،


١ البخاري: الإيمان (٨) , ومسلم: الإيمان (١٦) , والترمذي: الإيمان (٢٦٠٩) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٠١) , وأحمد (٢/٢٦ ,٢/٩٢ ,٢/١٢٠ ,٢/١٤٣) .
٢ سورة إبراهيم آية: ٣٥.
٣ سورة المائدة آية: ٧٨.
٤ سورة المائدة آية: ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>