للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستدلوا أيضا: بما ثبت في الصحيحين والسنن، وغيرها من كتب الإسلام، من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن رجلا ممن كان قبلكم، قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم ذروا نصفي في البر، ونصفي في البحر؛ فوالله لئن قدر الله علي، ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر الله البر فجمع ما فيه، ثم قال له: كن، فإذا الرجل قائم. قال الله: ما حملك على ذلك؟ قال خشيتك ومخافتك، فما تلافاه أن رحمه " ١.

فهذا الرجل اعتقد أنه إذا فعل به ذلك، لا يقدر الله على بعثه، جهلا منه لا كفرا ولا عنادا، فشك في قدرة الله على بعثه، ومع هذا غفر له ورحمه، وكل من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الجاهل يحتاج إلى من يعرفه بذلك من أهل العلم، والله أعلم.

[من كان مقيما بين أهله في دار الكفر]

وسئل أيضا، الشيخ عبد الله بن محمد، قال السائل: سميتم المسلم الجالس بين أهله وولده ببلده، مشركا كافرا، والله سبحانه يقول: {وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ} ٢ الآية، يوم فتح مكة، وهم بين ظهراني المشركين، وقد سماهم الله مؤمنين.


١ البخاري: التوحيد (٧٥٠٦) , ومسلم: التوبة (٢٧٥٦) , والنسائي: الجنائز (٢٠٧٩) , وابن ماجه: الزهد (٤٢٥٥) , وأحمد (٢/٢٦٩ ,٢/٣٠٤) , ومالك: الجنائز (٥٦٨) .
٢ سورة الفتح آية: ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>