للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى غير ذلك من الآيات التي أخبر الله فيها أن المشركين معترفون، أن الله هو الخالق الرازق، وإنما كانوا يعبدونهم ليقربوهم، ويشفعوا لهم، كما ذكره سبحانه، في قوله: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} ١؛ فبعث الله الرسل، وأنزل الكتب، ليعبد وحده، ولا يجعل معه إله آخر، وأخبر سبحانه أن الشفاعة كلها له، وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، وأنه لا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله، وأنه لا يرضى إلا التوحيد، فالشفاعة مقيده بهذه القيود.

قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ?قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} ٢، وقال تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ} ٣، وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} ٤.

وقال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} ٥، وقال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} ٦، وقال تعالى: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} ٧.

وفي الصحيحين من غير وجه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو


١ سورة يونس آية: ١٨.
٢ سورة آية: ٤٣-٤٤.
٣ سورة السجدة آية: ٤.
٤ سورة البقرة آية: ٢٥٥.
٥ سورة طه آية: ١٠٩.
٦ سورة النجم آية: ٢٦.
٧ سورة سبأ آية: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>