للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم، لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما: قرب; قال ليس عندي شيء أقرب; قالوا: قرب ولو ذبابا; فقرب ذبابا فخلوا سبيله، فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب; فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله، فضربوا عنقه فدخل الجنة "

ومن الشرك المحرم: ما يقع في كثير من المدن، والبوادي والقرى، والأمصار، من كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، ممن قل نصيبه من الدين، وخالف سبيل المؤمنين، وسلك طريق المغضوب عليهم والضالين، من الذبح للجن، واتخاذهم أولياء من دون الله، مضاهاة لإخوانهم من المشركين الأولين، الذين قال الله فيهم: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} ١، وقال: {بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} ٢.

وقد كان أولئك المشركون، يجعلون الجن شركاء لله في عبادته، فيذبحون لهم، وينذرون لهم، ويستعيذون بهم، ويفزعون إليهم عند النوائب; وكان منهم من يفعل ذلك خوفا من شرهم، وتخلصا من أذاهم; ومنهم من يفعل ذلك لقضاء بعض حاجاته، فإن من الناس من تخدمه الجن، فتخبره بأخبار من المغيبات، أو تأتيه بطعام أو


١ سورة الأعراف آية: ٣٠.
٢ سورة سبأ آية: ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>