للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال القارئ: أعوذ بالله، كيف تزيل عنها كلام الله؟

فزعم هذا الجاهل المركب: أن تفاله وريقه القذر المخلوق، هو نفس كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام الله سبحانه وتعالى صفة قائمة بذاته، ليس هو الريق المتفول المخلوق المستقذر، تعالى الله وتقدس عما يقوله الجاهلون علوا كبيرا، ولكنا نحمله على الجهل؛ فكيف يستدل بقول هذا الجاهل أو فعله، عاقل؟ مع عدم ثبوت النقل على حقيقته، في التحليل والتحريم، سبحانك هذا بهتان عظيم!

وقد كان من المعلوم أن دعواه أنها وقفت بقراءته عليها كذب، وأنها لم تقف; ومما يبين كذب هذه الدعوى، أنها معنا ومع من يحملها من طلبة العلم وغيرهم، ممن يقرأ القرآن، فلا تقف عند قراءة أحد من الناس. ثم إنه قد كان من المعلوم أن كثيرا من الناس، إذا اختلت نقض صندوقها، ونثرها، ثم أعادها على هيئتها الأولى، وهم لا يعرفون السحر، ولا أسبابه ولا أنواعه. وقد أشكل على بعض الناس ما ذكره ابن كثير عن الرازي، لما أدخل في مسمى السحر، وأنواعه، بعض الصناعات، باسمه العام في اللغة، فظن أنه من السحر الذي من تعلمه وعمل به كان كافرا، وليس الأمر كذلك.

وقد بيّن ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى، بقوله: قلت

<<  <  ج: ص:  >  >>