للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشديد، إذا لم يكن خصمه كذلك.

الأمر العاشر: أن الكفار الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفون معنى لا إله إلا الله، وأنها تنفي جميع ما يعبد من دون الله، وتثبت العبادة لله وحده لا شريك له، ولهذا لما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: لا إله إلا الله. قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ١، فأبوا عن التلفظ بهذا.

وأما عباد القبور اليوم، فإنهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومع ذلك يدعون الأنبياء، والأولياء، والصالحين، ويستشفعون بهم في المهمات والملمات، ويلجؤون إليهم في جميع الطلبات والرغبات، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وكشف الكربات، وإغاثة اللهفات، ويزعم هذا وأضرابه من الجهال أنهم مسلمون بمجرد التلفظ بالشهادتين، والانتساب إلى الإسلام. سبحانك هذا بهتان عظيم!!

الحادي عشر: أنه زعم فيما نقله عن الإمام، العماد بن كثير من تفسيره، حيث قال: هم الذين أسلموا حقا وصدقا، لا نفاقا ولا خوفا، ولكنهم لم يعملوا بأمر من الأوامر، ولم يجتنبوا الكبائر والمناهي؛ وهذا هو قول جمهور الصحابة والتابعين، وهو الراجح، انتهى.


١ سورة ص آية: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>