لغيره، قال تعالى:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[سورة البقرة آية: ١٦٣] الآيات، وقال:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}[سورة النمل آية: ٦٢] إلى آخر الآيات، وقال تعالى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[سورة الأعراف آية: ٥٤] الآية. ومن نظر في تفاسير السلف، علم هذا.
وقد قرر رحمه الله، على شهادة أن محمدا رسول الله - في بيان ما تستلزمه هذه الشهادة، وتستدعيه، وتقتضيه، من تجريد المتابعة، والقيام بالحقوق النبوية: من الحب، والتوقير، والنصرة، والمتابعة، والطاعة، وتقديم سنته صلى الله عليه وسلم على كل سنة وقول, والوقوف معها حيث وقفت، والانتهاء حيث انتهت، في أصول الدين، وفروعه، باطنه، وظاهره، خفيه، وجليه، كليه، وجزئيه - ما ظهر به فضله، وتأكد علمه ونبله، وأن من نقل عنه ضد ذلك من دعاة الضلال، فقد فسد قصده وعقله.
والواقف على مصنفاته وتقريراته، يعرف: أنه سباق غايات، وصاحب آيات; لا يشق غباره، ولا تدرك في البحث والإفادة آثاره، وأن أعداءه، ومنازعيه وخصومه، في الفضل، وشانئيه، يصدق عليهم المثل السائر، بين أهل المحابر والدفاتر، شعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم