للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} ، [سورة النحل آية: ٣٦] .وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} الآيتين [سورة المدثر آية: ١] .

ويكون عندك معلوما: أن لله تعالى أفعالا، وللعبيد أفعالا، فأفعال الله: الخلق والرزق، والنفع، والضر، والتدبير; وهذا أمر ما ينازع فيه، لا كافر، ولا مسلم. وأفعال العبد، العبادة: كونه ما يدعو إلا الله، ولا ينذر إلا لله، ولا يذبح إلا له، ولا يخاف خوف السر إلا منه، ولا يتوكل إلا عليه; فالمسلم: من وحد الله بأفعاله سبحانه وأفعاله بنفسه; والمشرك: الذي يوحد الله بأفعاله سبحانه، ويشرك بأفعاله بنفسه.

وفي الحديث " لما أنزل الله عليه: {قُمْ فَأَنْذِرْ} ، [المدثر:٢] ، صعد الصفا صلى الله عليه وسلم فنادى: "واصباحاه" فلما اجتمع إليه قريش، قال لهم ما قال; فقال عمه: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا. وأنزل الله فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ، [المسد: ١] " وقال صلى الله عليه وسلم: " يا عباس عم رسول الله، ويا صفية عمة رسول الله، اشتروا أنفسكم. لا أغني عنكم من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا " ١ أين هذا من قول صاحب البردة:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم

وقوله:

ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم


١ البخاري: الوصايا (٢٧٥٣) وتفسير القرآن (٤٧٧١) , ومسلم: الإيمان (٢٠٦) , والنسائي: الوصايا (٣٦٤٦) , والدارمي: الرقاق (٢٧٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>