وكتبنا من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والعقائد السلفية، إلى القبائل والبلدان، بعدما سفت عليها السوافي، وقل من يعرفها من أهل القرى، والبوادي، نصحا لله ولرسوله ولكتابه، ولعباده المؤمنين.
وصار بعض الناس يسمع بنا معاشر الوهابية، ولا يعرف حقيقة ما نحن عليه، وينسب إلينا، ويضيف إلى ديننا ما لا ندعو إليه، فبعضهم يتقول علينا وينسب إلينا السفاسف والأباطيل، تنفيرا للناس عن قبول هذا الدين، وصدا لهم عن توحيد رب العالمين، فأوجب لنا تسويد هذه العجالة، بيانا لما نعتقده وندين الله به، وندعو إليه ونجاهد الناس عليه.
فاعلموا - أن حقيقة ما نحن عليه، وما ندعو إليه، ونجاهد على التزامه، والعمل به - أنا ندعو إلى دين الإسلام، والتزام أركانه وأحكامه، الذي أصله وأساسه: شهادة أن لا إله إلا الله، والأمر بعبادة الله وحده لا شريك له. وهذه العبادة مبنية على أصلين: كمال الحب لله، مع كمال الخضوع، والذل له; والعبادة لها أنواع كثيرة; فمن أنواعها: الدعاء، وهو من أجلّ أنواع العبادة، وسماه الله عبادة في عدة مواضع من كتابه، كما قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[سورة غافر آية: ٦٠] ؛ ونظائر هذا في القرآن كثير; وفي الحديث:" الدعاء مخ العبادة " ١.