وأما مذهبنا، فمذهب الإمام أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة، في الفروع، والأحكام، ولا ندعي الاجتهاد، وإذا بانت لنا سنة صحيحة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عملنا بها، ولا نقدم عليها قول أحد، كائنا من كان، بل نتلقاها بالقبول والتسليم، لأن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدورنا أجل وأعظم من أن نقدم عليها قول أحد; فهذا الذي نعتقده، وندين الله به، فمن نسب عنا خلاف ذلك، أو تقول علينا ما لم نقل، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، وحسابنا وحسابه عند الله، الذي تنكشف عنده السرائر، وتظهر لديه مخبآت الصدور والضمائر {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}[سورة الأحزاب آية: ٤] ، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
(رسالة الشيخ محمد بن عبد اللطيف إلى أهل الحجاز في بيان عقيدة أهل نجد)
وله: أيضا، وفقه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد اللطيف، إلى من يراه، من عسير، وكافة الحجاز، واليمن، هداهم الله لدين الإسلام. وبعد: فاعلموا أن الذي نعتقده، وندين الله به، وندعو الناس إليه، ونجاهدهم عليه، هو دين الإسلام، الذي أوجبه الله على عباده، وهو حقه عليهم، الذي خلقهم لأجله. فإن الله خلقهم ليعبدوه، ولا يشركوا به في عبادته أحدا من