للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأل عن كلام أهل العلم، وهم أهل الصراط المستقيم، هل فسروا السورة بهذا أم لا؟ وأما " الملك " فيأتي الكلام عليه ; وذلك أن قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة الفاتحة آية: ٤] وفي القراءة الأخرى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فمعناه عند جميع المفسرين كلهم، فسره الله في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [سورة الإنفطار آية: ١٧-١٨-١٩] فمن عرف تفسير هذه الآية، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة، التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها، وبسبب الجهل بها دخل النار من دخلها.

فيا لها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعنى والإيمان بما صرح به القرآن، مع قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم " يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا "١ من قول صاحب البردة؟

ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تحلى باسم منتقم

فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم

إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ... فضلا وإلا فقل يا زلة القدم

فليتأمل: من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعي أنه من العلماء، واختاروا


١ البخاري: الوصايا (٢٧٥٣) ، ومسلم: الإيمان (٢٠٦) ، والنسائي: الوصايا (٣٦٤٦، ٣٦٤٧) ، وأحمد (٢/٤٤٨، ٢/٥١٩) ، والدارمي: الرقاق (٢٧٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>