للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجاب، لا جعل الآلهة إلها واحدا، يا أعداء الله لو كنتم تعقلون!! وليس هذا في هذه المسألة وحدها، بل كل مسألة اختلفنا وإياهم فيها، وأقروا أن ما نحن عليه هو الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ; فهذه الخصومة فيها واقعة فاصلة لها.

فإن أقروا بذلك لكن زعموا أن الناس أحدثوا أمورا تقتضي حسن ما هم عليه، كقولهم: هذه بدعة حسنة، فيها من المصالح كذا وكذا ; وفي تركها من المفاسد كذا وكذا ; فيجاوبون بالمسألة الثالثة، وهي قوله: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [سورة البقرة آية: ١٤٠] ، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقراركم أوصانا بقوله: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ١، فقد أقررتم أنه أمر بلزوم ما أمرتم بتركه، وأنه نهى عما أمرتم بفعله.

مع إقراركم أنه أوصى بهذه الوصية، عند وقوع الاختلاف في أمته، مع إقراركم أنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فالله سبحانه قد علم ما يحدث في خلقه إلى يوم القيامة، ومع هذا أمر بطاعة رسوله الذي أقررتم به، وأنتم تشهدون أنه قاله.

فإذا بان لك أن الأولى في الأمر بالإخلاص والنهي عن الشرك، وأن الثانية في الأمر بلزوم السنة، والنهي عن البدعة، بان لك أن هذا هو تقرير القاعدتين اللتين عليهما


١ أبو داود: السنة (٤٦٠٧) ، والدارمي: المقدمة (٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>