سعيد الدارمي، وقد حكى قول بشر المريسي، أنه قال في قول النبي:" إذا قام العبد يصلي، أقبل الله عليه بوجهه " ١ يحتمل أن يقبل الله عليه بنعمته وإحسانه وأفعاله، وما أوجب للمصلي من الثواب.
فقوله:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[سورة الرحمن آية: ٢٧] أي: ما توجه به إلى ربك من الأعمال الصالحة ; وقوله: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[سورة البقرة آية: ١١٥] أي: قبلة الله ; قال الدارمي: لما فرغ المريسي من إنكار اليدين ونفيهما عن الله، أقبل قبل وجه الله ذي الجلال والإكرام، لينفيه عنه، إلى أن قال:
واستمر الجحود به، حتى ادعى أن وجه الله الذي وصفه بأنه ذو الجلال والإكرام، مخلوق ; لأنه ادعى أنه أعمال مخلوقة يتوجه بها إليه، وثواب وإنعام مخلوق يثيب به العامل، وزعم: أنه قبلة الله، وقبلة الله لا شك مخلوقة ; ثم ساق الكلام في الرد عليه، والقول بأن لفظ الوجه مجاز، باطل. انتهى.
[مواعظ القرآن]
وقال عبد الله بن الشيخ محمد: وما ذكرت من حال الموعظة فلا أرى أعظم من مواعظ القرآن، قد ذكر أن رجلا طلب من أخ له موعظة، فسأله: هل أنت تقرأ القرآن؟ فقال. نعم ; فقال: إن لم يعظك القرآن ما وعظك غيره.
ولكن آية قرأت على الشيخ في سورة البقرة ; قوله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}[سورة البقرة آية: ٢١٣] إلى قوله {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[سورة البقرة آية: ٢١٣] وتكلم عليها كلاما