للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع الله، فمنهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يدعو عيسى، ومنهم من يدعو الملائكة; فنهاهم عن هذا، وأخبرهم أن الله أرسله ليوحد، ولا يدعى أحد، لا الملائكة، ولا الأنبياء. فمن تبعه، ووحد الله، فهو الذي يشهد أن لا إله إلا الله; ومن عصاه، ودعا عيسى، والملائكة، واستنصرهم، والتجأ إليهم، فهو الذي جحد لا إله إلا الله، مع إقراره أنه لا يخلق، ولا يرزق إلا الله. وهذه جملة لها بسط طويل; ولكن الحاصل: أن هذا مجمع عليه بين العلماء.

فلما جرى في هذه الأمة، ما أخبر به نبيها صلى الله عليه وسلم حيث قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " ١، وكان من قبلهم، كما ذكر الله عنهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [سورة التوبة آية: ٣١] ، وصار ناس من الضالين يدعون أناسا من الصالحين في الشدة والرخاء، مثل: عبد القادر الجيلاني، وأحمد البدوي، وعدي بن مسافر، وأمثالهم من أهل العبادة والصلاح، صاح عليهم أهل العلم من جميع الطوائف; أعني: على الداعي; وأما الصالحون، الذين يكرهون ذلك، فحاشاهم.

وبين أهل العلم أن هذا هو الشرك الأكبر، عبادة الأصنام؛ فإن الله سبحانه: إنما أرسل الرسل، وأنزل الكتب، ليعبد وحده، ولا يدعى معه إله آخر; والذين يدعون مع الله آلهة أخرى، مثل الشمس والقمر، والصالحين،


١ البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٤٥٦) , ومسلم: العلم (٢٦٦٩) , وأحمد (٣/٨٤ ,٣/٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>