فقد يدعو من قلبه نبيا أو غيره لشيء من مقاصده، ولو كان دينا يظن أنه إن نطق بذلك من غير قلبه لأجل كذا وكذا، خصوصا عند الخوف، أنه لا يدخل في هذا الحال.
الحال الثامنة: إن ظن سلامته من ذلك كله، ولكن غيره من إخوانه فعله خوفا أو لغرض من الأغراض، هل يصدق الله أن هذا - ولو كان أصلح الناس - قد صار من الظالمين؟ أو يقول: كيف أكفره وهو يحب الدين ويبغض الشرك؟! وما أعز من يتخلص من هذا! بل ما أعز من يفهمه وإن لم يعمل به! بل ما أعز من لا يظنه جنونا! والله أعلم.
سئل الشيخ حسن بن حسين، عن قول جده في ثماني الحالات، كما جرى لسعد مع أمه، ما الذي جرى لسعد مع أمه؟
فاجاب: هو سعد بن أبي وقاص، أحد العشرة المبشرين رضي الله عنهم، وأمه حمنة بنت أبي سفيان بن أبي أمية، وقصته معروفة، قال الحافظ الطبراني: حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد، حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند، عن سعد رضي الله عنه قال: "كنت بارا بوالدتي، فقالت لي أمي: ما هذا الذي أراك قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا، أو لا آكل ولا أشرب، ولا أستظل، حتى أموت يا سعد، فتعير بي، ويقال: قاتل أمه. فقلت: لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. فمكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل، فأصبحت