وقوله:{وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ}[سورة هود آية: ١١٠] ، ذكر رحمه الله: أن هذه مشكلة عليَّ، ولا فهمت كلام أهل التفسير فيها، لو كان الرجل يوهم عليها لأجل أن التوراة عند بني إسرائيل مثل القرآن عندنا، يشهدون أنها كلام الله، وليس عندهم في هذا شك; ولا أدري ما هذا الشك.
وقوله:{وَإِنَّ كُلاً لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ}[سورة هود آية: ١١١] الآية، ذكر سبحانه أنه سيجازى كلا بعمله، وأنه خبير بأعمالهم دقيقها وجليلها، فلما كان الإنسان إذا عرف عيب غيره، الغالب عليه أنه يذمه ويشتغل به وينسى عيب نفسه، قال تعالى:{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ}[سورة هود آية: ١١٢] الآية، وذكر أن هذه من آيات الخوف.
ثم قال تعالى:{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}[سورة هود آية: ١١٣] الآية: بعض الكفار قد يكون فيه أخلاق، مثل حاتم وعبد المطلب، فإن كان كفره بالله وإشراكه لا يشينه عندك ويغطي محاسنه، فهو من الركون إليهم، كما قال أبو العالية في الآية: لا ترضوا بأعمالهم، انتهى.
مثل كون المرأة إذا كانت زانية فسدت عند الناس، ولو كان فيها أخلاق حسنة، وفيها جمال وبنت رجال، وهذا العيب يغطي محاسنها كلها عند الناس; والإنسان قد يكون له قريب، أو رجل ينفعه، فتوعد على الركون إليهم بالنار مع أنه يقع عندنا، ولا يستنكر ولا ينتقد على فاعله.