واتباع ما أترفوا فيه; فالعلماء لهم مدارس ومواكل، ولو يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قطعت مواكلهم، فآفتهم ليست عدم العلم، بل ما ذكر الله.
وذكر أن ملكا من الملوك أراد أن يأمر بشيء في رعيته على خلاف الشرع، فجمع العلماء والفقهاء من أهل بلده يشاورهم، فلم يقولوا شيئا وسكتوا، فتبين منهم رجل وأنكر عليه، وقال: هذا لا يجوز، فقال الملك: اقطعوا علائق هذا المتفقه; فقالوا: إنه يأكل من غزل أمه; قال: فلذلك اجترأ علينا.
وقوله:{وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}[سورة هود آية: ١١٨] : ذكر سبحانه: أن المعرضين عن كتاب الله هم أهل الاختلاف إلى يوم القيامة; ولا يتصور أنهم يجتمعون على دين واحد، ولو كانوا علماء أذكياء كأهل الكلام، يتناقضون ويختلفون في دينهم أعظم تناقض واختلاف; وقد سمعتم من ذلك شيئا; وأهل السنة هم أهل الجماعة، ودينهم دين واحد من أولهم إلى آخرهم; وهذا مما يبين لك شيئا من قدرة الله عز وجل.
وقوله:{وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}[سورة هود آية: ١١٩] فيها ثلاثة أقوال، ومعناها واحد: فمن قال: إنهم خلقوا للاختلاف; ومن قال: خلقوا للرحمة; ومن قال: خلقوا لهذا وهذا; ومعناها واحد.
وقوله:{وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ}[سورة هود آية: ١٢٠] الآية، في هذا دليل على عدم معرفة أكثر القراء