للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} [سورة يوسف آية: ٩] أي; تتوبون.

وقوله: {فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} أي: أسفله. {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} أي: المارة من المسافرين. {إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} أي: إن كنتم عازمين على ما تقولون; قال ابن إسحاق: لقد اجتمعوا على أمر عظيم، يغفر الله لهم {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} .

وفيها مسائل: منها: ما نبه الله تعالى عليه أن هذه القصة فيها عبر؛ قال بعضهم: فيها أكثر من ألف مسألة; وفيها: أن الذي ينتفع بالعلم، هو الذي يهتم به ويسأل عنه; وأعظم ما فيها تقرير الشهادتين بالأدلة الواضحة.

وفيها: أن الوالد يعدل بين الأولاد، لئلا تقع بينهم القطيعة، وأن ذلك ليس مختصا بالمال. وفيها: غلط العالم في الأمر الواضح; وتغليطه من لا ينبغي تغليطه، لقولهم: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} الآية. وفيها: أن الإنسان لا يغتر بالشيطان، إذا زين له المعصية ومناه التوبة.

وفيها: شاهد للمثل المعروف: بعض الشر أهون من بعض. وفيها: شاهد لقوله: " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل؛ يبتلى الرجل على قدر دينه " ١. وسيأتي بعض ما فيها من المسائل في مواضعه إن شاء الله تعالى.

{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة يوسف آية: ١١-١٢] ، قال ابن عباس وغيره:" {يَرْتَعْ


١ الترمذي: كتاب الزهد (٢٣٩٨) ، ومسند أحمد (١/١٧٢) ، ومسند الدارمي: كتاب الرقاق (٢٧٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>