للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوسف"، كذا روي عن ابن عباس، وقيل: لا يشعرون بإيحائنا ذلك إليه، وفيه: جواز الذنوب على الصالحين; وفيه: رجاء رحمة الله; وفيه: أن لله سبحانه وقت البلاء نعما عظيمة; وفيه: أن الماكر يصير وبال مكره عليه، ولكن لا يشعر ولو شعر لما فعل.

{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين َوَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [سورة يوسف آية: ١٦-١٨] .

لما رجعوا إليه باكين إظهارا للحزن على يوسف، اعتذروا باستباقهم وهو الترامي {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ (. وقوله:

{عِنْدَ مَتَاعِنَا} أي: ثيابنا وأمتعتنا; وقوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} أي: لست بمصدقنا ولو كنا صادقين عندك، فكيف مع التهمة؟

وقوله: {بِدَمٍ كَذِبٍ} : نسوا أن يخرقوا القميص، فعرف كذبهم; قوله: {سَوَّلَتْ} أي: زينت أو سهلت; والصبر الجميل الذي لا شكوى معه، وقوله: {تَصِفُونَ} أي: تذكرون.

وفيه من الفوائد: عدم الاعتذار ببكاء الخصم، وعدم الاغترار بزخرف القول، وما يجعل الله على الباطل من العلامات، وفيه: الاستدلال بالقرائن; وفيه: ما ينبغي

<<  <  ج: ص:  >  >>