أما بعد: فهذه أربع قواعد ذكرها الله في محكم كتابه، يعرف بها الرجل شهادة أن لا إله إلا الله، ويميز بها بين المسلمين والمشركين; فتدبرها، يرحمك الله; وأصغ إليها فهمك; فإنها عظيمة النفع.
الأولى: أن الله ذكر أن الكفار في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون أن الله الخالق، الرازق، لا يشاركه في ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل; وأنه لا يرزق إلا هو; وأنه سبحانه منفرد بملك السماوات والأرض; وأن جميع الأنبياء، والمرسلين عبيد له، تحت قهره وأمنه.
فإذا فهم أن هذا مقر به الكفار، ولا يجحدونه، وسألك بعض المشركين عن دليله، فاقرأ عليه، قوله تعالى في حق الكفار: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون َسَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ?قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ?قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ